فالسينما الوثائقية 1922 منذ ولدت أطلق عليها سينما النوع الثاني أو الدرجة الثانية وتطورت باتجاه مفاجئ ومتنوع الطرق وفي البداية بدأت مع مخرجين رواد في السينما مثل (فلاهيرتي- غيرتوف- أغريسون) وبدأت بأحداث وثقافات غير مطروقة سابقا وذلك حسب تصنيفهم في الموجة الأولى لها.
[size=16]أما في الموجة الثانية فتشكلت من قبل رجال أسطوريين مثل (كار من- ميد فيدكاين- إيفنس- ماركو).
[size=16]ومنذ مطلع الستينيات بدأ التلفزيون يهدد هؤلاء الرواد لأن المخرجين اكتشفوا أنهم يستطيعون تصوير أفلامهم دون الخروج عن أماكنهم كتصوير النشاط البشري ودعمه المنتجين والمخرجين المستقلين لأسباب هي الحاجة للأفلام الوثائقية والسبب ظهور القنوات الموضوعية (الوثائقية) منذ عام 1995 في فرنسا ثم أميركا وغيرها ومع مرور الوقت أصبح كل بلد يعتمد على نفسه في صناعة الأفلام الوثائقية.
[size=16]وضمن هذا الإطار استضاف المركز الثقافي الإسباني المخرج التشيلي (باتريثيو غوثمان) مخرج الأفلام الوثائقية وذلك ضمن فعاليات سينما الواقع التي تقوم برعايتها مؤسسة السينما.
[size=16]وقد تحدث غوثمان عن كيفية إخراج الفيلم الوثائقي والصعوبات التي تواجهه أثناء التصوير ومتعة العمل في نفس الوقت.
[size=16]وكان له الحديث التالي إذ قال: كانت لدي وجهة نظر جامعة فالنظرة تعطي شكلا لما نراه وأهم شيء نوع من الفوضى وطريقة توضيح هذه الفوضى هو أن تكون له وجهة نظر محددة ورأي خاص ومسافة وبعد ذلك هناك سلسلة من العوامل التي تساعدنا على بناء البرنامج الوثائقي، وهي عبارة عن 12 عاملاً وبالنسبة لي أهم هذه العوامل هي الشخصيات - المقابلات- الوصف- الفعل (الأكشن) الراوي- الموسيقا- الشريط الصوتي الشخصيات- المقابلات- الأوصاف - الصوت- والرسومات وبهذه العناصر يمكن صناعة الفيلم الوثائقي.
[size=16]والشخصية هي إعادة الحدث وهو الشخص الذي لديه القدرة على تذكر الأشياء التي حدثت معه، والكثير من الشخصيات التي تظهر في الأفلام الوثائقية يكونون مملين ومكررين ولا يوصلون أي فكرة ولا يحدثون أي أثر لدى المشاهد ولذلك يجب البحث عن شخصيات مميزة، وهذا جانب هام جدا ويستغرق وقتاً طويلاً لإنجازه.
[size=16]قد يستغرق ذلك عاماً كاملاً في البحث عن تلك الشخصيات وإذا لم نستطع العثور على هذا الشخص يجب أن نغير الفكرة.
[size=16]وبعد ذلك تأتي المقابلة والقيام بالمقابلة هو فن من الصعب إتقانه لأنه يجب أن يعرف كيف يستخرج الأشياء الجيدة من هذا الشخص وأن نبدأ بالأشياء الأقل أهمية ثم الأكثر أهمية رويداً رويداً وأحياناً نضطر للالتفاف على هذا الشخص وفي لحظة معينة تتخلى فيها المقابلة عن الشخصية وتتحول من الصحافة وتنتقل إلى السينما.
[size=16]لأننا أقرب إلى الصحفيين ولكننا لسنا صحفيين يمكن لصانع الأفلام الوثائقية أن يمضي سنة بكاملها ليصنع فيلماً عن شجر، أما الصحفي فهو رهن الوقت إذ إنه مجبر على تسليم المقابلة في زمن محدد وبهذا المجال تتحرك الصحافة، فهي مختلفة عنا، فنحن يمكننا أن نتابع ونستمر أشهراً ونحن نحمل الكاميرا ونصور شخصية معينة وهذا يغير كل شيء لأننا نحصل على نوع من التواصل أعمق بكثير وخاصة عندما نصل لمرحلة تمكننا من جعل الشخصية تعترف بأشياء خاصة وذلك من خلال ملاحقة الشخصية ولذلك يجب أن نكون صامدين وحذرين.
[size=16]وفريق الفيلم الوثائقي صغير جداً ومحدود ويتألف من ثلاثة أشخاص ولذلك لايجب أن نقول أكشن بدأ التصوير، فنحن نعمل عن طريق الكثير من الإيماءات والإشارات المتفق عليها، فيما بيننا، كتغير حركة قلم رصاص في يدي مثلاً.
[size=16]كل مقابلة لها تركيب دراماتيكي ولذلك المصور يجب أن يكون منتبها جداً لما يحدث، فلايجب أن نقول له شيئا فهو عليه تمييز اللحظة المهمة عن غيرها دون أن يتلقى التعليمات وبهذه الخصوصية يمكننا أن نحصل على الفيلم الوثائقي ومن غير المقبول أن ينظر الشخص الذي يقوم بالمقابلة بالنظر إلى أوراق أعدها سابقاً حول موضوع الفيلم فيجب أن نوجه نظرنا للشخص دائماً وأن نسمع جيداً لشهادته ويجب حفظ الأسئلة عن ظهر قلب، وأكثر شخص يمكن أن ينتبه لفريق العمل، إذا كان يقوم بعمل جيد أولا، هو الشخص الذي تجري معه المقابلة لأنه ينظر الى الجميع (المنفذ- مسؤول الصوت- المصور) فيعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عنه.
[size=16]الوصف: إن عملية الوصف هي أكثر الأشياء التي تستوجب الانتباه وهي مسلية أثناء القيام بها، فالوصف هو نقل ماتراه العين إلى الكاميرا وهو تسجيل الواقع كما لو كانت في عقولنا آلة تسجيل لما نشاهده وهو مسل جداً وممتع لأننا نسجل ما نراه، فإذا كنت في قهوة مثلاً نشاهد الأشخاص وتمرر الكاميرا على ما تشاهده وهذا ممتع لكن ليس هو المطلوب لأنه لايفيدنا في شيء وقد يفيدنا عندما نقوم بإنجاز فيلم عن النادل في القهوة، فيجب أن تصور المقهى وزواياه وتصور النادل وهو يعمل وينام ويأكل ويتحدث ويمشي وعندما يكون مع عائلته وعن طريق هذا الوصف يقوم بناء شخصية لأن أكثر الأفلام الوثائقية هي مشهد من حياته ثم مقابلة معه وأحياناً الشخص الذي نجري معه المقابلة لايقول الأشياء المطلوبة وعندما تنتهي المقابلة يقول لنا وكنا نريده ولذلك لايجب أن نقول انتهت المقابلة.
[size=16]الوصف هو شيء جيد لدينا صور أو مشاهد لصنع موسيقا وكلمات ولشرح شيء ما يجب أن نترك خلال الفيلم الوثائقي مجالاً للموسيقا.
[size=16]فالوصف هو استعادة لحظات في الحياة، أو إيقاع للحياة فالحياة بطيئة ومع ذلك فقد عودنا التلفزيون على إيقاع سريع غير حقيقي وذلك هو الوصف، أي تصوير الوقت والبطء هو شيء أساسي ،فعندما يتوقف الشخص الذي نجري معه المقابلة عن الكلام علينا أن لانقطع هذا المقطع، لأننا بذلك نقوم بادخال الوقت الى الفيلم فالتلفزيون يرتعب من الصمت وفي الخلفية دائماً يجب أن نضع الموسيقا ما يضع المشاهد في لحظة تأمل، فبعدما تقول الشخصية شيئاً مهماً نضع مشهداً لتلة أو شلال ماء أو ورقة شجر يأخذها الريح وهي اللحظة التي يقوم بها المشاهد بالتفكير والتأمل.
[size=16]الفعل: من السهل جداً تصوير الأكشن ولكن في نفس الوقت من الصعب إيجاده، والأكشن هو تصوير حادثة اصطدام، فلا أحد سيهتم إذا كنت تصوره أو لا عند حدوثه والمهم في الأكشن هو الوصول إلى مكان الحدث قبل حدوثه وهنا يكمن سر القدرة على التصوير.
[size=16]فإذا أردت أن تصور إطفاء فيجب أن تصل قبل أن يحدث الحريق وهذا مستحيل لكن إذا كنت تصور باستمرار فيمكن أن تصل إلى مرحلة تستطيع فيها أن تصور الحريق.
[size=16]الراوي: والراوي هي الذي يروي الأحداث، وأفضل شخص يمكن أن يقوم بذلك هو الشخص ذاته المخرج ولا يجب الاستعانة بالرواة المهنيين الذين يتحدثون بصوت متصنّع فيقضون على المادة، ورواية القصة يجب أن تصل أدبياً قبل قراءتها ويمكن القراءة عن طريق الصورة وهكذا..
نقلا من