الرسالة ( طاغور )
أستيقظت فألفيت رسالته قادمة مع الصباح،
لا أعلم ماذا كانت تقول، فلم يؤت لي أن أتعلّم القراءة.
سأدع الرجل العالم عاكفاً علي كتبه، و لن أضايقه أبداً، تراه يستطيع أن يفهم ماذا تعني الرسالة؟
دعني ألمسها بجبيني وأشدّها إلى قلبي،
حين يمتدّ الليل ساكناً وتسري النجوم نجماً في إثر نجم سأفتح الرسالة على ركبتيّ وألوذ بالصّمت.
لم يتأتّ لي أن أحظى بما أبحثُ عنه، لم استطع أن أفهم ما أتشوّق إلى معرفته،
لكنّ هذه الرسالة التي لم تتم لي قراءتها قد خففت من أعبائي وأحالت أفكاري إلى أغنيات.
*
(جني الثمار) طاغور
****************
بوهيميتي (آرثر رامبو / Arthur Rimbaud )
أمضي، القبضتان في جيبي المثقوبين ،
معطفي أيضا يغدو معانقا للكمال،
أسير تحت السماء... ربة القصيد، ملهمتي ! لقد كنت المخلص لك.
أوه ! يا للمحبات المشرقة البهية التي كنت أحلم بها !
.
سروالي الوحيد كان به ثقب شاسع.
ــــ عقلة إصبع ! متضلعا في الحلم، تماما كما الحب، أدرس آناء عدوي القوافي .
فندقي كان هناك في الدب الأكبر .
ــــ ونجومي في السماء كان لها خفخفة الحرير الناعمة.
.
جالسا على حافة الطرقات، كنت أسمعها،
في هذه الليالي الفاتنة من أيلول
حيث كنت أحس قطرات الندى على جبهتي،
مثل خمرة من عافية وقوة
.
هناك، حيث كنت وسط الظلال الغريبة أنظم شعري
كأنها القيثارة، أجذب أوتارا مطاطية
لحذائي المجروح، رجل بالقرب من قلبي !
*
ترجمة: آسية السخيري
*****************
اوفيليا ( آرثر رامبو )
فوق موجة السكون الليلي
وحيث تفغو النجوم
تعومُ الزنبقة البيضاء ـ أوفيليا
ببطء شديد تعوم غافيةً في غلالاتها الطويلة
ـ ونسمع التهاويلَ من غابات بعيدة
أكثرمن ألف عامٍ
وأوفيليا الحزينة
ماتزال كالشبح الأبيض
تطفو على نهر الليل الطويل
أكثر من ألف عام
وجنونهااللذيذ مايزال بأغنيته
يهدهدُ نسيم المساء
ها الريح تقبل نهديها
تنشرفي التويج بتلاتها التي
هدهدتها الماء برخاوة
صفصاف على كتفيها يبكي مرتجفاً
ورود تميل على جبينها الشاسع الحلم
يلوفر تجعد حولها متمتماً
أحياناً
تستيقظ في شجر الماء
بعض الأعشاش
لتفرمنها رفَّةُ جنحٍ
ويسَّاقطُ من ذهب الكواكب
سحر الغناء
II
الشاحبة أوفيليا
جميلةٌ أنتِ كالثلج
نعم، جرفكِ نهرالنزق أيتها الطفلة
فالرياح المنحدرةُ من أعالي جبال النرويج
حدثتكِ هامسةً عن مرارة الحرية ؛
أن النسمة التي تضفرُ خصلات شعرك الطويل
إلى روحك الحالمة ، تخبِّىءُ ضجيجاً غريباً
أن قلبكِ يستمع إلى نشيد الطبيعة
في أنين الأشجار وتنهيدات الليالي
أن صوت البحار الصاخبة ، حشرجةٌ هائلة
تقبِّلُ طفولةَ صدرك الأكثرإنسانيةً ووداعة
وأن ذات صباح نيسانيّ ، سيجثو أمامكِ صامتاً
فارس شاحب عاطفيٌّ ومسكين
ياللسماء، يا للحب، يا للحرية
يا لحلم الطفلة العفوية
تمتزجين به كما الثلج بالنار
فيخونكِ الكلام أمام الخيال الواسع
وزرقة عينيكِ سجذبها اللامتناهي المدهش
III
والشاعر يقول؛ أنه مع إشعاعات النجوم
ستأتين لالتماس الليل والورود التي قطفتيها
وأنه على سطح الماء شاهد
أوفيليا البيضاء
زنبقةٌ
غافيةٌ
تطفو بغلالاتها الطويلة
*
ترجمة:نضال نجار
*