رهبان بالليل وفرسان بالنهار

في معركة اليرموك الشهيرة كان المسلمون يردون هجمات الروم في كل يوم ،وكان خالد بن الوليد يقود الجيش بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان الى اخربحيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم .وجرى الامر كذلك حتى تحول خالد بن الوليد من الدفاع الى الهجوم واستطاع ان يحول الهزيمة الموشكة للمسلمين الى نصر. وقاتلت نساء المسلمين من خلف الجيوش في هذه المعركة وقتلن عددا كبيرا من الروم ،وكن يضربن من انهزم من المسلمين بالحجارة ويزجرنهم ،وفق تعليمات خالد عند قدومه وتنظيمه لجيش المسلمين،ويصرخن قائلات:(اين تذهبون وتدعوننا للعلوج؟) .وعندئذ يرجع المنهزمون ،وقدتكرر ذلك طوال ايام المعركة ،حتى قيل ان بعض المقاتلين عندما كانوا يهمون بالفرار الى الخلف يقولون :(مواجهة الروم ولا مواجهة نسائنا) وبعدها يشن المسلمون هجوما معاكسا . وقدوقعت حادثة شهيرة ابان بدايه الفتوحات الاسلاميه مفادها ،ان احد قادة الروم دعا رجلا من نصارى العرب وقال له:ادخل معسكر هؤلاء القوم،فانظر ما هديهم وما حالهم وما اعمالهم وما يصنعون ،ثم ائتني فاخبرني بما رأيت وخرج الرجل من معسكر الروم حتى دخل معسكر المسلمين فلم يستنكروه ،لانه كان رجلا من العرب
لسانه عربي ووجهه عربي فمكث في معسكرهم ليلة ،حتى اصبح فاقام عامة يومه،ثم رجع الى القائد الرومي،وقال له :
(جئتك من عند قوم يقومون الليل كله يصلون ويصومون النهار،ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،رهبان بالليل فرسان بالنهار،لو يسرق ملكهم لقطعوا يده ،ولو زنا لرجموه ،لايثارهم الحق ،واتباعهم اياه على الهوى ) فلما انتهى الرجل العربي من كلامه قال القائد الرومي : (لئن كان هؤلاء القوم كما تزعم ،وكما ذكرت لبطن الارض خير من ظهرها لمن يريد قتالهم ).
على هذا المنوال سارابو عبيدة في المسلمين يحث الناس على الصبروالثبات ،يقول لهم :(يا عباد الله انصروا الله ينصركم ،ويثبت اقدامكم ،يا معشر المسلمين اصبروا فان الصبر منجاة من الكفر،ومرضاة للرب ،فلا تبرحوا مصافكم ،ولا تخطوااليهم خطوة ولا تبدأوهم بقتال،واشرعوا الرماح واستتروا بالدرق ،والزموا الصمت الا من ذكر الله حتى امركم ).
وخرج معاذ بن جبل يقول للناس :(يا قراء القرأن ومستحفظي الكتاب وأنصار الهدى واولياء الحق ان رحمة الله -والله-
لاتنال وجنته لاتدخل بالاماني ،ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة الا الصادقين المصدقين بما وعدهم الله (عزوجل)
انتم -انشاءالله-منصورون فاطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ،واصبروا ان الله مع الصابرين ،واستحيوا من ربكم أن يراكم فرارا من عدوكم وانتم في قبضته ورحمته ،وليس لاحد منكم ملجأ من دونه ).
توفى خالد ابن الوليد بطل هذه المعركه بحمص في 18 من رمضان 21ه ،وكان له دور بارز في فتح دمشق وحمص وقنسرين ،ولم يفت في عضده ان يكون واحدا ن جنود المسلمين ولم يوهن في عزمه ان يصير جنديا بعد ان كان قائدا واميرا، فقدكانت غايته الكبرى الجهاد في سبيل الله ينشده من اى موقع وفي اي مكان .
وعندما حضرته الوفاة ،انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة ،ولم تكون دموعه من رهبة الموت، فطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك ،يحمل روحه على سن رمحه ،وانما كان حزنه وبكاؤه لشوقه الى الشهادة ،فقد عز عليه ،
وهوالذي طالما ارتاد ساحات الوغي فترتجف منه قلوب اعدائه وتتزلزل الارض من تحت أقدامهم ان يموت على فراشه ،وقدجاءت كلماته الاخيرة تعبر عن ذلك الحزن والاسى في تأثر شديد:(لقدحضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر الا وفيه ضربة سيف ،او رمية سهم ،اوطعنة برمح ،وها أنا ذا اموت على فراشي حتف أنفي ،كما يموت البعير ،فلا نامت اعين الجبناء ).

ر

السلام عليكم
اشكركي اختي عزيزة على اختيارك الموفق
كان خالد ابن الوليد بطل من ابطال المسلمين
وكان سيدنا عمر بن الخطاب يعرف انا لدى خالد ابن الوليد عقل عسكري غير معقول من قبل ان يدخل الى الاسلام ومن مخافة سيدنا عمر على خالد ان يفتن المسلمين بهي فعين قائد للمسلمين غيره في معركة اليرموك
وتقبل خالد ابن الوليد الامر وكان جندي من جنود المعركة ونتصر المسلمين
شكرا اختي عزيزة والى الامام