ذكريات منروفيا....

ذكريات منروفيا....

هنا في بلد الرقيق ..في بقعة من هذه القارة الجريحة تخاصمك نفسك وأفكارك وتجتاحك علامات الاستفهام في جدال غريب ..تأخذك أمواج التفكير وتأسرك أحلامك ..هنا تشدك هذه المساحات الشاسعة من الخضرة والنماء وحقول الفواكه الاستوائية وانهار غزيرة المياه عذبة المذاق تنساب في المدينة وضواحيها كشرايين تمد الأرض والإنسان بالحياة والاستمرار ..والجدال هنا والسؤال إذا كيف يطلق على القارة السمراء بأنها ارض الجوع والمرض والتخلف والحروب الأهلية كيف يحدث هذا في ارض كهذه الأرض تكاتفت فيها الطبيعة والجغرافيا وأجادت عليها بمعطيات غاية في الروعة والجمال ..هنا أرى امامى عيون سمراء تهمس في وجل ..لمعان ككسوف غامض ..فيض من البراة اللامعهودة تتدفق في الو جن والمحا يا ..ايناث تملئ أجسادهن تضاريس الفتنة تحمل دعوات لكسر أقفال الرغبة واللذة في نفوس الرجال ..أشياء وأشياء رايتها واراها هنا في دولة الحرية ليبيريا السمراء التي أتهادى في شوارعها وأزقتها وبمحاذاة شواطئها دون اكتراث تصاحبني اسئلتى المستفهمة خصوصا واننى لم أطير في اى سماء سواء سماء بلادي هناك بين قبيلتي وعشيرتي ومجتمعي الذي يشكل نسيج جميل ورائع إذا ما قارنا بما أراه من أشياء تحدث هنا في بلد الزنوج .أشلاء وطن مزقته الحروب وخراب ودمار وفقر وجوع ومرض مجرد أنقاض مادية ومعنوية والحيرة تاسرنى..ولم اشعر بقيمة ما املك إلا هذه اللحظات ..هناك في بلدي مجتمع متكامل لديه تشريعاته الإنسانية المنظمة بعض الشئ لشكل العلاقة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الذي يحدد الزواج بالمثنى والثلاث ولكن هنا يتعدى الأمر العشرة والعشرون بحيث يكون الفرد قبيلة غير متناسقة اجتماعيا بخضوعها لنواميس وعادات وثنية امتزجت باديان مختلفة وتناسقت بحيث انك لأتعرف مع من تتعامل هل مع مسيحي أو مسلم أو وثنى وهكذا ...الحقيقة شئ غريب وعجيب ما يحدث ويحدث في هذه المجتمعات المنسلخة وعلى قول المثل الشعبي (يعطى اللحم للي معنداش أسنون ) فان الجغرافيا بل السماء العظمى أنصفت أفريقيا وليبيريا وشعوب القارة السمراء ولكنهم هم من لم ينصفوا أنفسهم نتيجة لغياب العقيدة الصحيحة نتيجة لغياب العقل المتجدد الذي هو أساس كل شئ والذي يكون حجر زاويته الإنسان الناضج العاقل الذي لا تستميله قيم الطائفة ولا القبيلة بل قيم السماء وقيم الإنسان والوطن.

فتحية من هنا من شواطئ المحيط من غابات الخضرة وبساتين الفواكه الاستوائية إلى أروع أرض وأجمل أرض بلادي حبيبتي وجميلتي ليبيا الوارفة والمزهرة بتاريخها المجيد.

منروفيا. ليبيريا 2002

دائما تسعد قلبي بالمواضيع المختارة بدقة عالية

لا أعرف ان اشكرك او ان اهنئ نفسي بإنضمامك معنا هنا ام ادعو الله بأن يكلل خطاك بالتوفيق الدائم أريد كل هذه قاطبة ودفعة واحدة

حفظك الله

فيروز العزيزة

لك تحيتى وجمعة مباركة عليك وعلى كل اعضاء المنتدى

وقد اخجلتينى بعذب كلماتك وروعة اطرائك
مع اننى لدى تحفظ بسيط لا اخجل ان اقوله فى العلن وهو السر فى نقل الموضوع لهذا المنتدى مع انه ليس بمنقول بل هو تستطيعين ان تدرجيه فى محل ما يسمى ادب الرحلات والموضوع كبير نسبيا اخترت منه بعض الشذرات لانشرها باعتبارها تاتى من منضور ذكريات شخصية

مع ودى ومحبتى لك ولكل اعضاء المنتدى الكرام